
يعتبر انتخاب الدكتور سيدي ولد محمد التاه رئيسًا للبنك الأفريقي للتنمية حدثًا تاريخيًا واستثنائيًا بالنسبة لموريتانيا، بل وللقارة الأفريقية بأكملها. فهذا التتويج ليس مجرد محطة في مسار مهني باهر، بل هو ترسيخ لصورة وطن يزخر بالكفاءات، ويثبت مجددًا أن أبنائه قادرون على التميّز والتأثير في أهم مراكز القرار الإقليمي والدولي، عندما تُمنح لهم الفرصة وتُسند إليهم الثقة.
مسيرة مهنية ترتكز على الكفاءة والرؤية
منذ بداياته في المجال العام، أظهر الدكتور سيدي ولد التاه قدرة متميزة على تولي المسؤوليات الكبرى، وقيادة المؤسسات بالكفاءة والانضباط اللازمين. وقد شغل خلال مسيرته عدة مناصب رفيعة على المستويين الوطني والدولي، تميز خلالها بالاحترافية العالية، والبُعد الاستراتيجي في التعامل مع الملفات المختلفة، فضلًا عن روح المبادرة والقدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة.
اعتمد الدكتور ولد التاه في مسيرته على ثلاث ركائز أساسية:
- الخبرة التراكمية العميقة في مجالات الاقتصاد والتنمية.
- الحنكة الإدارية والقيادية التي مكّنته من إدارة مؤسسات معقدة بحكمة وفعالية.
- الانفتاح الدولي والقدرة على بناء الشراكات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
البنك الأفريقي للتنمية: أفق جديد ومسؤولية قارية
يُعد البنك الأفريقي للتنمية أحد أبرز المؤسسات المالية في القارة، ويلعب دورًا محوريًا في تمويل مشاريع البنى التحتية، وتعزيز النمو الاقتصادي، ومكافحة الفقر، ودعم الاستقرار المالي للدول الأعضاء. وترؤس الدكتور سيدي ولد التاه لهذه المؤسسة يمثل نقلة نوعية في تمثيل موريتانيا على المستوى القاري، ويمنحه دورًا أساسيًا في صياغة السياسات التنموية لقارة أفريقيا في ظل المتغيرات العالمية الكبرى.
إنها مسؤولية جديدة تتجاوز البعد الوطني، وتحمل في طياتها آفاقًا واسعة للتأثير الإيجابي في مسارات التنمية، وصياغة مستقبل قاري قائم على التكامل الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية.
اعتراف دولي وتمثيل وطني مشرف
وبالطبع فإن هذا الإنجاز يُجسد اعترافًا دوليًا بمكانة الدكتور سيدي ولد التاه، لكنه أيضًا اعتراف بمكانة موريتانيا على الساحة القارية والدولية. فهو يعكس مدى الثقة التي تحظى بها الكفاءات الوطنية حين تتهيأ لها الظروف المناسبة وتُعطى الفرصة للتميز.
وفي هذا السياق، عبّر فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عن بالغ شكره وعميق امتنانه لكافة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في البنك، على الثقة التي منحوه إياها من خلال دعمهم لترشيح الدكتور سيدي ولد التاه.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية:
"إن هذا الدعم الواسع يعكس متانة علاقات الأخوة والصداقة، والاحترام والتعاون، التي تربط موريتانيا بشركائها الأفارقة والدوليين، كما أنه يُجسّد تقديرًا للدور النشط والفاعل الذي تضطلع به الدبلوماسية الموريتانية في مختلف القضايا الإقليمية والدولية."
لحظة فخر وطنية ورسالة أمل
وليس انتخاب الدكتور سيدي ولد التاه مجرد فخر شخصي له، بل هو فخر وطني بامتياز، يحمل رسالة واضحة مفادها أن موريتانيا قادرة على المنافسة والتفوق في المحافل الكبرى، بفضل ما تمتلكه من كفاءات وخبرات وطنية مؤهلة.
وإن هذا الحدث ليمثل فرصة لتحفيز الأجيال الصاعدة، ودعوة لتكثيف الاستثمار في التعليم والتمكين المهني، من أجل إعداد كوادر وطنية قادرة على مواصلة الطريق، ورفع راية الوطن خفاقة في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات.